مالي.. عودة الاستعمار القديم
تفاصيل الكتاب
يتناول الكتاب القضية المالية من زوايا مختلفة،حيث تضمن البحث الأول مسحا تاريخيا عرض مختلف التكوينات والتركيبات الاجتماعية في مالي، وأبرز العلاقة بين الأعراق والأقوام في المنطقة، وقدخلص الكاتب عبد الله ممادوباه في نهاية ورقته التي استعرضت مجمل تاريخ مالي منذ ماقبل الإسلام إلى ميلاد الدولة الحديثة ؛ إلى أن رهان الوحدة والتعايش يبقى أكبر تحد تواجهه مالي في ظل ظروفها الراهنة مذكرا أن أهم العوامل الجامعة في مالي هوعامل الدين. تناول بحث تحليلي للدكتور محمد الأحمري موضوع عودة الاستعمار القديم في مالي،حيث وقف بعد إطلالة تاريخية وجيزة على مفهوم الاستعمار الجديدالذي استخدمته هلاري اكلنتون حين حذرت الأفارقة من الاستعمار الذي يأخذ الثورة ولايبادل بالتنمية، وخلص في هذا السياق إلى أنه من شبه المؤكد أن يكون دافع فرنسا لقيادة الحملة هو السيطرة الدائمة على ((إفريقيا الفرنكفونية))تجسيدا لفكرة ((الاستعباد الفرنسي المالي لغرب إفريقيا)) و تحت عنوان "غرب ضد الاسلام أم غرب ضد الجنوب" قدم الكاتب توصيفا للحرب؛ ليخلص إلى أنها حملة أممية وعالمية على ألفين من الطوارق، وإن تذرعت مالي بالخوف من وصول الإسلاميين إلى باماكو، ورصد الكاتب بعض استراتيجيات فرنسا في الحرب وهي قائمة بالأساس على فكرة التفريق العنصري"فرق تسد"، سبيلا لتحقيق مآرب فرنسا الاقتصادية في الحرب . وبعد وقوف الكاتب على مواقف الإسلاميين والحكومات العربية من الحرب خلص إلى نتيجة مفادها أن الحرب الدائرة هي تجسيد لواقع صراع جديد؛ يعيد التاريخ جذعا بمتحاربين جدد. إنه صراع جديد ليس بين الغربيين أنفسهم كما كان قديما، وإنما بينهم وبقية العالم. أما الكاتب عبد الودود ولدعبد الله فقد تطرق لموضوع التشكل التاريخي وجذور الأزمة، مستعرضاأبرز المجموعات العرقية في مالي، وتاريخ هذه المنطقة مع الغزو، والدول المتعاقبة فيها، وتاريخ الصراع بين أعراقها المختلفة، والذي اعتبر الكاتب أنه مهد لخارطة سياسية أوجدت موطئ قدم للمحتل الفرنسي، وتوقف الكاتب عند الفلسفة الاستعمارية التي اتبعها المستعمر من خلال إعادة ترتيب الخريطة القبلية، واتباع التهدئة الأمنية بأقل ثمن. وفي بحث عن أسباب وتداعيات الأزمة في مالي، استعرض الكاتب سيد أعمر بن شيخنا الجذور التاريخية لأزمة مالي، مركزا على الصراعات التراتبية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، وتعطل مشاريع التنمية وفشل الاندماج الوطني، وتوقف الكاتب عند أزمة مالي الحديثة مع الحكم مستعرضا التجارب شبه الديمقراطية والعسكرية والانقلابية، بالإضافة إلى أزمة التفاوت الاقتصادي والجتماعي بين إقليمي مالي الرئيسين (الشمال والجنوب) وعدد الكاتب جهات خارجية عديدة تدخلت بشكل جذري في دولة مالي مما شكل مضاعفة في هشاشة الدولة المالية تنضاف إلى الفساد المالي ووجود خطوط التهريب، وهشاشة اللحمة الوطنية. وقد استعرضت ورقة الكاتب محد الحافظ الغابد خريطة التنظيماتا الوطنية الإسلامية في أزواد، وطبيعتها الأيديلوجية وأسباب تشكلها،وقد وقف الكاتب على السياق التاريخي للمشكل الأزوادي، مبينا أهم الاتفاقيات التي تمت في هذا الصدد، وختمت الورقة ببيان خريطة التنظيمات الإسلاميةفي مالي،ومنطلقاتها الفكرية والأيديلوجية واختتم الكتاب بورقة للكاتب سيد أعمر بن شيخنا رسم فيها رؤية استشرافية للأزمة الأزوادية المالية،من خلال استعراض أهم السناريوهات المحتملة في مالي.
- دور النشر:منتدى العلاقات العربية والدولية
- عدد الصفحات:144
- تاريخ الاصدار:2014